الرد على عقيدة الفداء والكفارة لنيافة الأنبا بيشوي طعناً على ترشحه لكرسي مار مرقس الرسول

الكنيسة الأرثوذكسية تقول بالفداء وبالتبرير وبالخلاص الذي تم على الصليب وبالكفارة طبعا ولكن حسب المفاهيم الشرقية البعيدة كثيرا عن مفاهيم الحق القانوني التي تعتمدها الكنيسة الإنجيلية ويعتمدها ايضا التعليم الكاثوليكي (حسب كتاب مختصر اللاهوت العقائدي – تعريب الأب جرجس المارديني).
فبنظر الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية، تلك المفاهيم الغربية توصل الى انقسام في عمل الثالوث الأقدس، وكأن احد الأقانيم يروي غضب اقنوم آخر ويحقق في ذاته الإنتقام العادل او القصاص، لإرضاء العدل المطلق القائم في أقنوم آخر.

هذه الدراسة الرائعة للدكتور جورج بيباوي تكشف بدقة تلك المفاهيم الغربية والغريبة عن فكر آبائنا الأرثوذكسيين وعن اللاهوت الشرقي والتي تسربت الى الكنيسة القبطية في زمن المثلث الرحمات البابا شنوده الثالث.

مع كامل احترامنا لأساقفة الكنيسة القبطية ولآرائهم الشخصية، فالغاية من نشر هذا المقال هو للتعليم اللاهوتي للمهتمين ولتبيان كم هو سهل الابتعاد عن الفكر الآبائي الارثوذكسي المشرقي من قبل الشرقيين انفسهم، لدقته ولإنتفاء مبدأ الحق القانوني منه بالكامل.

لإستيضاح الفكر الأرثوذكسي من الفداء يرجى مراجعة موضوع الفداء لقدس الأب الدكتور جورج عطيه.

+الأب منصور عازار

==================

الدراسة كاملة للدكتور جورج بيباوي: doctrine_of_redemption_and_atonement

موضوع الفداء لقدس الأب جورج عطية

==================

رصدت حواراً راقياً حول هذا الموصوع على صفحة https://www.coptology.com/?p=2459

الرد على عقيدة الفداء والكفارة لنيافة الأنبا بيشوي طعناً على ترشحه لكرسي مار مرقس الرسول

تعليقات على ” الرد على عقيدة الفداء والكفارة لنيافة الأنبا بيشوي طعناً على ترشحه لكرسي مار مرقس الرسول 

·         1

shady alfons قال:

20 يونيو 2012 عند 8:57 م

انا مش فاهم ايه المشكله مافيش اى تعارض بين المحبه وبذل الذات لان بذل الذات هو قمة المحبه مثل الاب الذى يتبرع بكليه لانقاذ حياة ابنه ….مفهوم الفداء اللى اتربينا عليه ان الانسان بارادته الحره اختار الموت ..ومن محبة الله اراد ان ينقذ ادم وبنيه من هذا الحكم ….لكن الطريقه الوحيده لخلاص ادم هو موت المسيح عنا ليعطينا الحياة …..وفى لحن فاى ايتاف انف الذى يقال فى اكثر من موضع فى اسبوع الالام وفى عيد الصليب   : هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة
على الصليب عن خلاص جنسنا فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء
على الجلجثة. اعرف تماما يا د.جورج تقدير حضرتك لليتورجيات ارى هذا اللحن يعبر عن مفهوم مطابق لشرح الانبا بيشوى  ..بصراحه مفهوم حضرتك عن الفداء لم يصلنى ولم استوعبه بسهوله .لماذا اصرار حضرتك على اهمال قيمة العدل الالهى فى تتميم الفداء لو كان الامر يتعلق فقط بالمحبه لما كان المسيح صلب عنا ..كان من الممكن ان يصفح عن الانسان بسلطانه اللاهوتى الكامل وهذا هو نفس راى العقائد غير المسيحيه   وبالتالى لا داعى للتجسد وتكون فكره الوهيه المسيح اسطوره وهو بشر ونبى جاء ليهدى الناس للحق ..الصليب هو محبه للبشر مشتملا فى نفس الوقت على تنفيذ حكم الاعدام الصادر على الانسان ..اتمن من حضرتك لو شرحت مفهومك عن الفداء بشكل مبسط جداا وفى سطور قليله  يمكن للعامه امثالى استيعابها..فى انتظار رد حضرتك

·         2

Onsi Fouad قال:

21 يونيو 2012 عند 9:01 ص

عزيزي الأستاذ شادي
أولاً: حكم الإعدام … ليس حكماً صادراً عن الله ولكن كما يصرح القداس الغريغوري “أنا اختطفت لي قضية الموت” أي أن الإنسان هو الذي امات نفسه بنفسه وليس الله هو الذي اماته .. وليس حكم الله لآدم في قوله “موتاً تموت” ما هو إلا تقريراً لنتيجة حتمية عند المخالفة وليس هو تقريراً لعقاب يعده الله للذين يخالفونه وليس وعيداً بتغيير في موقفه في حالة التعدي … الله ثابت على موقفه تجاه الإنسان الذي يريد له الحياة التي رفضها الانسان بنفسه.
ثانياً: موضوع الفداء لابد أن نفهمه ليس كقضية تخليص حق وسد فراغات … أي انه ليس ان نسد فراغ الرحمة بالعفو وفراغ العدل بالقصاص … وهذا واضح في أديان أخرى كثيرة.
ولكن الأرثوذكسية تعلن ان الله أمات الموت بموته على الصليب وهذا واضح في كل ألحان الكنيسة وصلواتها ولم يكن مخططاً أن يميت الإنسان الخاطئ أو يتوعد الإنسان الخاطئ بالموت كما هو شائع والا أصبح المخلص هو تعبير عن حالة من الفوضى وتقلب الأدوار التي صنعته الخطية في المخلص نفسه … حاشا … مخلصنا ربنا يسوع المسيح جاء لكي يخلص الإنسان الذي أهلك نفسه بالخطية، وبالموت داس الموت لكي يتقابل معه ويصرعه .. أي ان الحياة صرعت الموت على الصليب وأظهرت الظفر بالقيامة وبالجلوس عن يمين الآب في شخص ربنا يسوع المسيح وينسكب هذا الظفر منه إلينا من خلال الأسرار.
ثالثاً: الفداء ليست عملية ابدال واحلال وسد فراغات تجارية وتخليص حقوق. الفداء عملية شفاء واحياء وعطاء مجاني لمن يملك الحياة الى الذي فقد الحياة.. “الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله” وواضح من الآية انه لم يعوزهم تحقيق وتنفيذ عقاب مبيت من أول آدم ليحققه الله الآب في ربنا يسوع المسيح المتجسد ويحرقه وهو على الصليب كما يقول نيافة الحبر الجليل.
رابعاً: لحن فاي ايتاف انف … المسيح ربنا بمسرة أبيه والروح القدس (أي إرادة واحدة للثالوث القدوس) أمات الموت وجدد الحياة الانسانية بتقديمها بالروح القدس الى الله الآب ككاهن في جسده لتعود مرة أخرى فيه هو حية الى الأبد وليس المقصود من اللحن الكنسي اطلاقاً لا شكلا أو موضوعاً انه ثمة انقسام بين اقانيم الثالوث كمن يسترضي اقنوم الأقنوم الآخر بذبيحة الصليب كما يتوهم البعض.
شرح الانبا بيشوي للحن الكنسي مشوه تماماً …
أرجو ان يكون ما قد ذكرته واضحاً …
اغفر لي

·         3

shady alfons قال:

22 يونيو 2012 عند 8:51 ص

ا.انسى شكرا لاهتمام حضرتك بالرد على تساؤلاتى ..ملحوظه لحن فاى ايتاف انف ماذكرته هو الترجمه العربيه للحن فاشتمه ابوه الصالح هو ترجمه اللحن بالعربيه وليس شرح الانبا بيشوى للحن ..ثانيا حكم الموت هو نتيجه وليس عقاب واقتنعت تماما بشرح د.ق سامح موريس لهذا الامر لو اب قال لطفل صفير لو حطيت ايدك فى الكهربه هاتموت والطفل ماسمعش الكلام وحط ايده واتكهرب ومات اللى حصله دا نتيجه لوضع يده فى الكهربه مش عقاب من ابوه الجزئيه دى انا مقتنع براى حضرتك فيها تماما ..واسمحلى اسالك السؤال اللى كنت بساله لاستاذ مدارس الاحد وانا فى اولى ابتدائى …
هو ليه ربنا اتجسد ومات عشاننا ؟؟؟
الاستاذ : علشان يخلصنا من خطيه ادم اللى ورثتها كل البشريه
طيب ماكان ربنا يسامح الانسان بدون تجسد ولا صلب ؟
الاستاذ: ماينفعش علشان ربنا كامل وعدله الالهى مايسمحلوش بتزوير حكم الموت وتبرىء الانسان بالباطل ..كان لازم يتنقذالحكم يا اما فى كل البشريه او نائب عنها يكون صفاته انه انسان وغير محدود وبار (السيد المسيح)
ارجوك يا استاذ انسى انتظر رد مبسط من حضرتك يشرحلى هدف الفداء والتجسد  وكانك ستشرحه لطفل فى اولى ابتدائى بالظبط …صدقنى السؤال الى كنت بساله وانا فى اولى ابتدائى لم اجد له رد يقنعنى حتى الان ..انتظر رد مبسط من حضرتك او من د. جورج او من اى مشارك فى هذا الموقع الرائع

·         4

د. جورج حبيب بباوي قال:

23 يونيو 2012 عند 10:55 ص

رد إلى الأخ شادي ألفونس

قرأت رسالتك أو بالحري تعليقك ولا خلاف بالمرة حول الجزء الأول منها الذي يبدأ بعبارة “أنا مش فاهم” حتى كلمات اللحن: “هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب ..”.
ولكن ما أكثر المشاكل التي تحيط بالجزء الأخير.

أول هذه المشاكل أنك تظن أن كلمات اللحن – كما تقول – مطابقة لشرح الأنبا بيشوي. هذا يا أخي الكريم غير صحيح على وجه الإطلاق. وهذه هي الفروق الدقيقة بين تسليم الليتورجيا وشرح الأنبا بيشوي:

أولاً: موت الرب يسوع الطوعي أو الاختياري حسب كلمات الرب يسوع نفسه في يوحنا (10: 17 – 18):
– لهذا يحبني الآب؛
– لأني أضع نفسي (أُقدِّم ذاتي) – الصليب.
– لآخذها أيضاً – القيامة.

حرية الإختيار:
* “ليس أحد يأخذها مني”، أي لا يوجد لأحد سلطان على حياتي.
* “لي سلطان أن أضعها”، فهو لم يمُت بسبب تآمر اليهود وخيانة يهوذا وجبن بيلاطس، بل قدم ذاته بسلطان الحياة، أي سلطان من قال: “أنا هو الحياة” (يوحنا 11 : 25) وهو لم يكتفِ بأن يقول أنا هو الحياة، بل قال “أنا هو القيامة أيضاً”.
* “لي سلطان أن آخذها أيضاً”، وهو ما يجعل الكنيسة تقول: “المسيح قام”؛ لأن هذا ما يؤكده الرب هنا، وما يشرحه القديس بطرس: “الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع 2 : 24). وعليك أن تراجع بنفسك الترجمة القبطية لهذه الكلمات، فهي مثل اليونانية تؤكد أنه لا توجد سيادة للموت على رب الحياة.
* “هذه الوصية قبلتها من أبي”، أي لم يحدث انشطار في الثالوث إلى آب غاضب، وابن يتحمل العقوبة وينفذ فيه حكم العدل، بل ثالوث واحد له محبة واحدة (يوحنا 3 : 16).

ثانياًوعدم انشطار وتمزق الثالوث – لأن هذا مستحيل؛ لأن الإنشطار والتمزق خاص بالبشر والمخلوقات – لا تؤكد فقط وحدانية المحبة الالهية التي لا تسمح لأقنوم أن يُعذِّب ويصب غضبه على أقنوم آخر؛ لأنك لا تستطيع – مهما كانت قوة الحجة أو المنطق – أن تدعي بأن الغضب تعبير عن العدل أو عن المحبة.

والأسباب واضحة أمامك:

1.    الغضب رفض – المحبة لا ترفض.

2.    الغضب فيه الانتقام، وهو ما أكده الأنبا شنودة وحاول الأنبا بيشوي الدفاع عنه. فالآب الذي ينتقم من الابن الوحيد والحبيب لا يمكن أن يكون هو الآب الذي أحب العالم، وفي سبيل محبته للعالم أنكر محبته للابن، ولا هو الآب الذي قال عنه المخلص نفسه: “وعرفتهم أسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم” (يوحنا 17 : 26). فكيف يكون فينا ذات الحب الذي قال عنه المخلص: “أحببتهم كما أحببتني” (يوحنا 17 : 23).

أما عن العدل يا أخي الكريم، فلديك مشكلة أكبر، وهي أنك أمام الله نفسه عليك أن تأتي بنصٍ واحدٍ من العهد الجديد يقول إن موت الرب يسوع على الصليب هو – كما قال الأنبا بيشوي – إعلان العدل الإلهي.

3.    أريد آية واحدة يتيمة وردت فيها كلمة العدل ولو من طرف خفي تؤكد أن الرب مات عنا أو لأجلنا لكي يحتمل حكم العدل الإلهي الذي يبدو أنك مثل غيرك من المصريين (مسلمين ومسيحيين معاً) لا يميزون بين العدل الأرضي والعدل الإلهي. فالعدل الإلهي أعطى أجرة الحادية عشر عن عمل ساعة واحدة مساوياً إياه بمن عمل منذ الساعة الثالثة (9 صباحاً) وأحتمل حر النهار، وهو المثل الرائع الذي قلب ميزان العدل.

4.    والعدل الإلهي قَبِلَ حتى الذي بدَّد ميراثه مع الزناة، ورده إلى مكانة الابن في تعليم إلهي واضح في مثل الابن الضال.

5.    والعدل الإلهي جاء بشاول إلى الايمان مع أنه ساهم في قتل مسيحيين.

6.    والعدل الالهي أعاد بطرس المرتد إلى الإيمان بعد أن أنكر سيده وربه.

7.    والعدل الالهي فتح باب الفردوس إلى لصٍ آمن في الساعات الأخيرة قبل موته ولم يكن في حياته ثمرة واحدة للتوبة.

8.    والعدل الإلهي رفض الحكم على الزانية التي أُمسكت في ذات الفعل وقال لها: “ولا أنا أدينك ..” (يوحنا 8 : 11).

ثالثاً: شهادة الليتورجية:

9.    ما أعظم الفرق بين تعليم يقول إن الرب يسوع “أصعد ذاته” حُراً حسب كلمات الرب في (يوحنا 10 : 17 – 18)، وبين تعليم يقول إنه جاء لكي يقبل حكم الدينونة عن اضطرار لكي يخلِّص الآب من غضبه ويُسكت صوت العدل الذي لا يعرف المغفرة ولا يحسب أن المغفرةَ عدلٌ حسب مقياس العدل الذي فتح الفردوس أمام اللص.

10.              وعبارات الأنبا بيشوي عن دوس المعصرة تخالف تماماً طرح الساعة الثالثة من يوم الجمعة العظيمة:
“أنا متحير من هذا النبي ذي الصوت العظيم، أشعياء النبي الذي سبق فنظر سر آلام الخلاص التي لله الكلمة وقال: من هو الآتي من أدوم .. بالحقيقة إنه هو الإله الكلمة مخلصنا يسوع كالتدبير لبس الجسد القديم الذي لأبينا آدم أول الخلقة، وصار اللاهوت العلوي متحداً بالبشرية بغير استحالةٍ بشكلٍ لا يُدرَك. هي الحلة التي لا تتغير المتحدة بالاله الكلمة وصب غضبه على العبرانيين وداسهم في معصرة غضبه ورحمته وبره أعطاهم للأمم”. هذا مختلف تماماً عن الآب الذي داس الابن في معصرة غضبه، وعليك أن تراجع مقالة الأنبا بيشوي.

11.              ومن الليتورجيا أيضاً كلمات القديس أثناسيوس، وهي عظة الساعة الثالثة: “إن المسيح جاء بذاته ولمحبته مات عنا. لأنه لم يخلقنا نحن الخطاة مثل آدم ويصيرنا بشراً فقط، بل لما أهلكنا أنفسنا بالخطية، جاء وتألم عنا وأحيانا بمحبته؛ لأنه جاء إلينا كطبيب معلناً لنا ذاته. لأنه لم يأت إلينا كمرضى فقط، بل كموتى. بهذا لم يشفنا نحن المرضى فحسب، بل أقامنا نحن الأموات الذي ابتلعنا الموت ففكنا من رباطاته. بهذا مات المسيح الرب عنا لكي نحيا معه إلى الأبد”، ولم يكتف المعلم العظيم بهذا بل يقول: “لأنه إن لم يكن الرب قد شارك البشرية في آلامها فكيف يخلص الانسان؟ لأن الموت سقط تحت أقدام المسيح وانهزم وسُبى مضطرباً .. ورجع الجحيم مع قوته إلى خلف ..”.
ولذلك لا يوجد أي أساس بالمرة لما ذكرته عن سبب التجسد، وهو العدل الالهي. ليتك تراجع المحاضرات العشرة عن تجسد الكلمة التي نُشرت على موقع الدراسات القبطية.

12.              ومن الليتورجيا أيضاً، وهو ضد ما ذكره الانبا شنودة الثالث عن احتراق الابن في نار العدل الالهي حتى تحول إلى رماد (راجع ذلك في كتاب خمسة تأملات في أسبوع الآلام). “هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا .. فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة فتح باب الفردوس ورد آدم الى رئاسته مرة ثانية (ثيئوطوكية الأحد).

فقد دخل الرب إلى قدس الأقداس حياً لا مائتاً.
“ودخل إلى داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية، وصار سابقاً عنا، صائراً رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق” (صلاة القسمة – سبت الفرح) .. فلكي يتم الخلاص يجب أن يظل الرب حياً كرئيس كهنة يقدم ذبيحةً يجوز فيها الموت ولا يقوى عليها، ولذلك فحتى جسده لم يرَ فسادا،ً بل جاز الموت وشرب الكأس، ولكن – كما تقول نفس الصلاة: “يا يسوع المسيح ذو الاسم المخلِّص”، فكيف يكون مخلصاً وهو قد انهزم أمام الموت؟ ثم “الذي بكثرة رحمته نزل إلى الجحيم وأبطل عزة الموت. أنت هو ملك الدهور غير المائت الأبدي كلمة الله الذي على الكل”، فهو “الحياة” الذي نزل الى حفرة الموت لكي يبدد الموت، ولذلك نقلاً عن اشعياء النبي في نفس الصلاة: “رُفِعَ حكمه في تواضعه”؛ لأن حكم الموت جاء من بيلاطس ومن اليهود لا من الآب وهذه هي شهادة ثيئوطوكية الاثنين القطعة السابعة:
“السلام لبيت لحم مدينة الأنبياء التي ولد فيها المسيح آدم الثاني” (وعندما قال الأب متى المسكين إن بيت لحم هي مسقط رأس البشرية المفتداة .. انطلقت الألسنة بما لا يليق ذكره هنا”، فلماذا ولد المسيح؟
– لكي يرد آدم الإنسان الأول..
– ويحل قضية الموت
– إنك يا آدم أنت تراب
– وإلى التراب تعود
ولاحظ دقة وصدق التعليم:
– “لأن الموضع الذي كثرت فيه الخطية
– تفاضلت فيه نعمة المسيح”.
فأين العدل حسب المفهوم الأرضي الوافد إلينا من أحكام الشريعة؟ كيف تزداد النعمة مع كثرة الخطية، وهو ما تردده الكنيسة في القداس: “وحيث كثر الاثم فلتكثر هناك نعمتك” وهي صدى لكلمات (رو 5 : 17).
وكلمات ثيئوطوكية الاثنين القطعة 7 تجدها بعينها في الرد على الأريوسيين للقديس اثناسيوس (مقالة : 67).
لأن الفم الذي أصدر الحكم هو فم الثالوث الواحد الذي جعل حكم الموت يتم في جسد الرب من أجل ما ذكره رسول الرب: “لأن المسيح .. مات .. لأجل الفُجَّار .. الله بيَّن لنا محبته لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رو 5 : 6 – 8). ولعلك وقد ذكرت لحناً واحداً، كان عليك أن تذكر لحن “أومونوجنيس” وهو لحن تسمعه عند الروم والسريان والأرمن والأقباط:
“أيها الابن الوحيد الجنس وكلمة الله الذي لا يموت والقابل كل شيء لأجل خلاصنا.
المتجسد من القديسة مريم .. بغير استحالة
المتأنس المصلوب المسيح الإله ..
بالموت داس الموت
أحد الثالوث القدوس
الممجد مع الآب والروح القدس، خلصنا”.
ثم: “قدوس الذي لا يموت الذي صلب لأجلنا،
وصبر على موت الصليب وقبله في جسده وهو أزلي غير مائت”.
لماذا صُلب؟

13.              ليس بسبب عقوبة الموت، بل لكي يمحو عقوبة الموت. قَبِلَها لكي يمحوها، وهو ما تؤكده صلاة الساعة السادسة في الأجبية: “مزق صك خطايانا”.

14.              صُلِبَ لأن الناسوت قابل للموت، ولكن الناسوت متَّحدٌ بمن هو أزلي لا يموت، وبذلك يمحو الاتحادُ الموتَ من الناسوت؛ لكي يمحوه من كل إنسان لأن أقنوم الله الكلمة كما هو في لحن “اومونوجنيس”، هو أحد الثالوث وممجد مع الآب والروح القدس، وهو معلق على الصليب، “وذاق الموت بالجسد”؛ لكي يصبح جسده غير مائت.

إن تحول ناسوت الرب من الموت إلى الحياة التي لا تموت، هو سبب وجود جسد الرب ودمه على المذبح؛ لأنه جعل هذا الجسد “واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير”. هذا الاتحاد هو غلبة الموت.

الموضوع الرئيسي يا أخي هو الموت، وليس الخطية، فقد أباد الرب الموت، وعندما أباد الموت، أباد الخطية؛ لأن الخطية التي تجلس على عرش الموت قد دمَّر عرشها، فلم تعد تقوى على أن تجيء بالموت “وكما ملكت الخطية بالموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية يسوع المسيح ربنا” (رو 5 : 21).

أخيراً:
أرجو بكل تواضع المسيحيين أن تقرأ العهد الجديد نفسه لكي تقدم لي نصاً واحداً عن احتمال الغضب، أو أن الصلب هو قبول حكم العدل.

لا عدل في موت البريء من أجل المذنب، ولكن عدل المحبة يسمح، بل يسعى إلى ذلك. ولو قال الأنبا بيشوي إن الفداء هو عدل المحبة الذي يشفي ويُحيي ويقيم الساقط لأنحنيت له إجلالاً، ولكنه سار في طريق الرجل الحديدي حيث القساوة والتشفي والجلد والموت والغضب، وهذه كلها مفردات غائبة تماماً من العهد الجديد، ومن الليتورجيا. وعلى ذلك عليك أن تقدم الدليل الذي يؤكد الادعاء، عليك تقديم دليل واحد من الأجبية – التسبحة السنوية – القداسات – خدمة أسرار المعمودية والميرون – وما تشاء من الكتب الطقسية لكي تؤكد ما ذكرته في القسم الثاني من التعليق.

الرب معك.
د. جورج حبيب بباوي

·         5

shady alfons قال:

23 يونيو 2012 عند 1:51 م

شكرا لك د. جورج على اهتمامك شخصيا  بالرد على سؤالى رغم مشغولياتك الكثيره ولكن هذا اهو تواضع العلماء …اؤكد لحضرتك انى لم اسال من اجل تشبث براى خاطىء او احداث جدل بيزنطى ..لكن سالت لان لا اعلم الا جابه فعلا كما ذكرت فى تعليقى الثانى على  ا. انسى اننى منذ اولى ابتدائى حتى الان غير متفهم ومقتنع برد استاذ مدارس الاحد فيما يتعلق بالفداء والتجسد ..اشد ما اعجبنى فى رد حضرتك هذه العبارات :
لماذا صُلب؟

ليس بسبب عقوبة الموت، بل لكي يمحو عقوبة الموت. قَبِلَها لكي يمحوها، وهو ما تؤكده صلاة الساعة السادسة في الأجبية: “مزق صك خطايانا”.
صُلِبَ لأن الناسوت قابل للموت، ولكن الناسوت متَّحدٌ بمن هو أزلي لا يموت، وبذلك يمحو الاتحادُ الموتَ من الناسوت؛ لكي يمحوه من كل إنسان لأن أقنوم الله الكلمة كما هو في لحن “اومونوجنيس”، هو أحد الثالوث وممجد مع الآب والروح القدس، وهو معلق على الصليب، “وذاق الموت بالجسد”؛ لكي يصبح جسده غير مائت.
الموضوع الرئيسي يا أخي هو الموت، وليس الخطية، فقد أباد الرب الموت، وعندما أباد الموت، أباد الخطية؛ لأن الخطية التي تجلس على عرش الموت قد دمَّر عرشها، فلم تعد تقوى على أن تجيء بالموت “وكما ملكت الخطية بالموت هكذا تملك النعمة بالبر للحياة الأبدية يسوع المسيح ربنا” (رو 5 : 21).

هذا الشرح بالنسبه لى جديد تماما وبعطى صوره رائعه عن الله المحب لا عن الله المنتقم

لقد ورد فى ذهنى تساؤل طرحه احد اصدقائى اللادينيين  (و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت(تك 16:2-17 ) لماذا وضع الله الانسان فى هذا المحك والاختبار من البدايه هناك مبدا معروف وهو الممنوع مرغوب الم تكن الوصيه ذاتها دافعا لادم لكسرها وفعل الخطيه ؟؟كان من الممكن ان يضع الله هذه الشجره فى مكان لن يصل له ادم ان كان هدف الله الحقيقى هو عدم اكل ادم من الشجره …لماذا وضع الله وصيه كان يعلم مسبقا بان ادم سيكسرها ويهلك ؟؟ لم اجد ردا مقنعا لصديقى هذا لعلى اجد عند حضرتك ردا مقنعا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

On Key

Related Posts

Eternal Life

Eternal Life for Orthodox Christians By Metropolitan Hierotheos of Nafpaktos and Agiou Vlasiou “Come, ye blessed of My Father, inherit the kingdom prepared for you…”

لماذا صلاة منسّى؟

لماذا صلاة منسّى؟ “صلاة منسّى” سِفرٌ من الكتاب المقدّس في نسخته السبعينيّة، تقرأها الكنيسة في ليتورجيّتها في عشيَات الصوم الأربعيني المقدّس ضمن صلاة النوم الكبرى.